موقف الشرع تجاه البهائيين والقاديانيين والدروز
السؤال:
ما هو موقف الشرع اليوم والواجب على الدول الإسلامية تجاه البهائيين والقاديانيين الذين يُجبرون على الدخول في الإسلام، والله يقول: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة:256)؟ وكيف يَحكم الناسُ عليهم بالردة مع أنهم ولدوا لآباء غير مسلمين مثل أهل الكتاب؟ وهل الدروز أيضًا مثلهم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالحقيقة أن ما تذكره في السؤال من إجبارهم على الإسلام ليس بصحيح؛ فمن الذي يُجبرهم على الدخول في الإسلام؟! وهل هناك حد ردة يُقام في العالم كله اليوم -نسأل الله العفو والعافية-؟! هذا كلام -للأسف الشديد- مخالف للحقيقة، والواجب أن يُجبروا فعلاً على الدخول في الإسلام بلا خلاف بين العلماء.
أما لماذا يُعدُّون مرتدين مع أنهم ولدوا لآباء وأمهات غير مسلمين؛ فلأن البهائيين والقاديانيين حين بلوغهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فثبت لهم بذلك حكم الإسلام، ثم يضيف القاديانيون إلى ذلك أن "غلام قادياني" هو رسول الله والمسيح المنتظر، والبهائيون يقولون بأن "البهاء" هو رسول الله وأنه نَزل عليه كتاب؛ فارتدوا بهذه العقيدة، فهذه عقيدة مركبة من الردة؛ لأنه يثبت لهم أولاً دخولهم في الإسلام بنطق الشهادتين، ثم يضيفون إلى ذلك الكفر بادعاء نبوة بعد النبي --.
والدروز مرتدون كذلك؛ لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الحاكم بأمر الله الفاطمي هو الله -تعالى الله عن ذلك-، فلذلك كانوا مرتدين.
ولذلك أتباع مسيلمة الكذاب قاتلهم الصحابة جميعًا دون أن ينظروا مَن الذي أسلم ثم اتبع مسيلمة ممن اتبع مسيلمة من أول الأمر؛ لأن بعض أتباع مسيلمة كانوا من قومه ممن لم يدخلوا في الإسلام ابتداءً، ودخلوا على دين مسيلمة، فقوتلوا جميعًا في حروب الردة التي كانت لهؤلاء جميعًا؛ لأن مسيلمة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويضيف إلى ذلك أن مسيلمة رسول الله، فكان هذا متضمنـًا للإقرار من هؤلاء بالشهادتين ثم بالردة عنها.
ولذلك هؤلاء المرتدون يُجبرون على الإسلام بلا خلاف بين العلماء، وإن لم يلتزموا بالإسلام يُقتلون.
أما قوله -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) فهو مُخصَّص بالمرتد؛ لأن هذه خيانة عظمى للمسلمين ولدين الله -عز وجل-، وخيانة لله ورسوله --.
هل النصارى الموجودون اليوم مِن أهل كتاب
السؤال:
هل النصارى الموجودون اليوم يعتبرون أهل كتاب؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
نعم، هم أهل كتاب ممَّن قال الله فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة:6).
هل من النصارى مَن يقول أن المسيح هو الله، ومنهم من يقول أنه ابن الله
السؤال:
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة:17)، وقال -عز وجل-: (وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) (التوبة:30)، فالآية الأولى تقول أنهم يقولون: إن المسيح هو الله، والثانية أن المسيح هو ابن الله، فهل منهم فرق تقول: هو الله، وفرق تقول: هو ابن الله، أم ماذا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبعض العلماء المتقدمين يقولون أن هذا اختلاف بين فرقهم، والحقيقة أنه ليس كذلك؛ بل كل الفرق تقول هو الله وهو ابن الله وهو ثالث ثلاثة، فجميع فرق النصارى التي تقر قانون الإيمان -وهو قانون الكفر بالله والإيمان بالطاغوت- تقول بالتثليث، ويؤمنون بثلاثة أقانيم: الأب والابن والروح القدس، وأن هؤلاء الثلاثة واحد.
لكن إذا جمعت ذلك مع نص قانون الإيمان وجدته لا يستقيم؛ لأن قانون الإيمان يجعل لكل واحد من الثلاثة جوهرًا مستقلاً، وأن الثلاثة موجودون في كل اللحظات، فيكون زعمهم أن الثلاثة واحد تناقضـًا لا مخرج منه، ولا يمكن أن يجدوا له حلاً؛ لأنه مستحيل.
وهم يقولون: "نؤمن بأقنوم الابن المولود من أبيه قبل كل الدهور مولود غير مخلوق"، فإذا كان الابن أزلي وغير مخلوق؛ فكيف يكون مولودًا؟! وهل يمكن أن يسمى الأزلي: ابنًا؟! وإذا كان مولودًا فلابد أن يكون له أصل، وهو الأب، فيكون هناك اثنان لا واحد كما يزعمون!
وفي هذا القانون أيضًا: "أن أقنوم الابن تجسد، ووُلد من مريم العذراء، وصُلب من أجلنا، وقام من الأموات، وصعد وجلس عن يمين أبيه"، إذن هو شيء آخر غير أبيه، جالس عن يمينه!
ثم يقول القانون الذي يدينون به: "إله حق من إله حق، شعلة نور من شعلة نور، مساوٍ لأبيه في الجوهر"، إذن جعلوا لكل واحد منهما جوهرًا، وجعلوا إلهًا من إله، فهذا كلام في منتهى الوضوح أنهم يؤمنون بإلهين، فكيف يكون الاثنان واحدًا؟ وكيف يكون الثلاثة واحدًا؟ هكذا، بالقوة والتعسف!
المعتزلة
السؤال:
ذكرتم فى شرح المنة أن المعتزلة لا يكفر المعين منهم حتى تقوم عليه الحجة لوجود الشبهة. ما هى هذه الشبهة؟ وما الرد عليها؟ وما الدليل على أن اسم الله السميع يتضمن صفة السمع واسمه البصير يتضمن صفة البصر؟ حيث إنى قرأت فى أحد الكتب التى تتكلم عن المعتزلة أن الله لا سمع له ولا بصر وأنه يسمع بذاته ويبصر بذاته فما الرد على هذه الشبهة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الشبهة أن إثبات الصفة من الاسم إنما هو بالاستنباط والدلالة من لغة العرب وليس بنص قاطع متواتر، وكذلك مثلاً فى قولهم بخلق القرآن الشبهة أن الله سمى عيسى كلمة الله وهو مخلوق والجواب عن الأولى أن إثبات السمع من اسم السميع هو مقتضى اللغة ومعنى الكلام ثم إنه قد ثبت النص على السمع فى الحديث الصحيح من قول عائشة رضى الله عنها (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات) وأما الثانية فالجواب أن عيسى كان بكلمة كن وليس هو كن كما دل على ذلك قوله تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ( آل عمران 59) وشبهة لزوم تعدد القديم من إثبات الصفات شبهة باطلة لأن صفات الرب تقوم به والانفصال إنما هو ذهنى فقط وليس فى الخارج.
الانحرافات في عقيدة الأشاعرة وهل هم من أهل السنة
السؤال:
ما الفرق بين عقيدة الأشاعرة وأهل السنة؟ وهل هم من أهل السنة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالأشاعرة مخالفون لأهل السنة في مسائل الصفات والقضاء والقدر والإيمان، ويوافقونهم في الاعتقاد في الصحابة.
فعقيدة الأشاعرة في الأسماء والصفات: الإقرار ببعض الصفات وتأويل البعض الآخر، فهم يثبتون سبع صفات فقط، ويؤولون باقي الصفات، وينفون كل صفات الأفعال، ولهم مخالفات في صفة الكلام وغيرها.
وفي الإيمان يقولون: الإيمان هو المعرفة.
وفي القضاء والقدر يقولون بوجود مشيئة للإنسان لا أثر لها، ويميلون إلى الجبر.
فهم في الإيمان يميلون إلى الإرجاء، وفي القضاء والقدر يميلون إلى الجبر، وفي الأسماء والصفات وسط بين أهل السنة والمعتزلة.
ومسائل الاعتقاد عندهم العقل مقدم فيها على النقل، وهذا في الجملة مخالف لأهل السنة، ولهم مخالفات أخرى في النبوات، فلا يصح إطلاق أنهم من أهل السنة.
وراجع شرح المنة وشرح معارج القبول في ذلك.
استفسار حول منهج الإخوان
نود من فضيلتكم إعطائنا كلمة حق في الإخوان المسلمين فالبعض يعدهم فرقة نارية والبعض يعد الخلاف معهم كأي خلاف سائغ , فنريد كلمة حق فيهم , أليسوا قد ألغوا عقيدة الولاء و البراء واتخذوا فكراً علمانياً تحت اسم الإسلام؟ فهل هم فرقة ضالة ويكفروا ما لم يعذروا بالجهل ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الجماعة تجمع إلى الخير كثيراً من الدَخَن والبعد عن السنة والتعصب الممقوت والفتاوى الباطلة والتقليد الأعمى والمداهنات السياسية والإقرار بالبدع ولا أعنى أن كل شخص منهم فيه ذلك ولكن هذا فى جملة الجماعة فأنصحك أن تبحث عن أهل السنة وأتباع سلف الأمة فتكون معهم.
وأما إلغاء عقيدة الولاء والبراء واتخاذ الفكر العلماني فلا يجوز أن يقال عنهم ككل مثل هذا الكلام وإنما صدر كلام باطل عن أفراد كثيرين من دعاتهم وقادتهم لكن لا يعمم هذا الحكم على الجميع.
والصحيح أنه يعامل كل فرد فيهم بما يستحقه فمن كان على عقيدة فاسدة وبدعة عومل بناء على ذلك ويلزم تعليمه ودعوته إلى الله.
ومن أظهر عقيدة أهل السنة ومنهجهم عومل على ذلك وأظنك تعلم أن من المنتسبين للجماعة مع سلفية عقيدتهم الدكتور الأشقر والدكتور مصطفى حلمي والدكتور عبد الكريم زيدان حفظهم الله.
أفترضى أن يقال عن هؤلاء مع ما تعلم من سلامة عقيدتهم أنهم من الفرق النارية . وإن كان الانتماء لمثل هذه الجماعة على ما هي عليه لا يجوز للسكوت على كثير من المنكرات.
اتقبلو خالص الشكر وتقدير من اخوكم طريق الهدايه
وسلام عليكم ورحمه الله وبركاته