وصف الجنة والنار

وصف الجنة والنار


الجنة
الجنة هى دار الكرامة التى اعدها الله للمتقين من عباده ماخبر عنها فى الحديث القدسى ( اعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ).
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ( فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة عام لا يقطعها ان شئتم فاقرأوا وظل ممدود وماء مسكوب ) ( انهار الجنة تخرج تحت تلال او من تحت جبال المسك )



طعام أهل الجنة وشرابهم


( يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يتمخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك)( وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ) انك عندما تنظر الى الطير فينزل بين يديك مشويا وفى الجنة طائرا له سبعون الف ريشة يجىء فيقع على رجل من اهل الجنة فينفض فيقمع من كل ريشه ...



صفة اهل الجنة



عن معاذ بن جبل ان النبى (صلى الله عليه وسلم ) قال ( يدخل اهل الجنة جردا مردا مكحلين ابناء ثلاثين ) جردا يعنى شعر على اجسادهم ومردا يعنى بدون لحية وعلى صورة ابيهم ستون ذراعا واخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة ابيهم ادم ...
ثياب اهل الجنة



قال الله تعالى ( ان المتقينفى مقام امين فى جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين ) ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا اولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الانهاريحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الارائك)..... السندس معناه مارق من الحرير والاستبرق ما غلظ منه او الصفيق ...........



أدنى اهل الجنة منزلة




عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ان موسى سأل ربه ما ادنى اهل الجنة منزلة يا الله قال له رجل يجىء بعد ما دخل اهل الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول رى كيف وقد نزل الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم فيقال له اترضى ان يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربى فيقول له لك ذلك ومثله ومثله فقال فى الخامسة رضيت ربى فيقول هذا لك وعشرةامثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربى قال رب فأعلاهم منزلة قال اولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدى وختمت عليها فلمتر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر قلب بشر ...رواه مسلم


عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) (يجمع الله عز وجل الاولين والاخرين لميقات يوم معلوم اربعين سنة شاخصة ابصارهم ينتظرون فصل القضاء الى ان قال يقول الرب تبارك وتعالى ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر اعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الحبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره اصغر من ذلك ومنهم مثل النخلة حتى يكون اخرهم يعطى نوره على ابهام قدميه يضىء مرة ويطفأ مرة واذا اطفىء قام فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كاشد الفرس اما القصور يقال انها مكونة من درة مجوفة سقائفها وابوابها واغلافها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضى الى جوهرة على غير لون الاخرى وفى كل جوهرةسرر وازواج ووصائف ادناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مراته وكبده مراتها اذا اعرض عنها اعراضه ازدادت فى عينيه سبعين ضعفا فيقال له اشرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال فقال عمر الا تسمع ما يحدثنا عنه ابن ام عبد ياكعب عن ادنى اهل الجنة منزلة فكيف اعلاهم قال يا امير المؤمنين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ان الله عز وجل خلق دارا جعل فيها ما شاء من الازواج والثمرات والاشربة ثم اطبقها فلم يرها احدا من خلقه لا جبريل ولا غيره ثم قرأ كعب ( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون)....



قال الله تعالى
للذين احسنوا الحسنى وزيادة صدق الله العظيم
وهذه الزيادة هى النظر الى وجه الله تعالى
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى مناد يا اهل الجنة لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه قالوا ما هذا الموعد؟ ألم يثقل موازيننا ؟ ويبيض وجوهنا ؟ ويدخلنا الجنة قال فيرفع الحجاب وينظرون الى وجه الله تعالى فما اعطوا شيئا أحب اليهم من النظر الى وجهه الكريم وهذه هى الحسنى ونهاية النعمة وليس لسرور اهل الجنة عند سعادة اللقاء المنتهى بل لا نسبة لشىء من لذات الجنة الى لذة اللقاء....

تأمل هدانى الله واياك حال الخلائق وقد قاسموا من دواهى القيامة ما قاسموا فبينما هم فى كربها وأهوالها وقوفا ينتظرون حقيقة أنبائها وتشفيع شفعائها اذ احاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب وأطلت عليهم نار ذات لهب وسمعوا لها زفيرا وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب .......
عمق جهنم وشدة حرها
عن صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان انه قال فى خطبة ( ان الحجر ليلقى
من شقير جهنم فيهوى فيها سبعين عاما الى قرارها ) ولجهنم سبعة ابواب وفيها سبعة دركات وتظل تنادى ربها وتقول هل من مزيد حتى تستوفى أهلها عند ذلك تغلق عليهم ( عليهم نار مؤصدة ) اى ان الاعمدة توضع خلف الابواب حتى لا تنفجر من شدة حرها وغليانها قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ( نار بنى ادم التى توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم )قالوا له يا رسول الله ان كانت كافيه قال ( انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا)...
طعام أهل النار
قال الله تعالى (ليس لهم طعام الا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع) يقال الضريع شىء يكون فى النار اشبه بالشوك أمر من الصبر واشد حرا من النار اذا اطعمه صاحبه لا يدخل بطنه ولا يرتفع الى الفم فيبقى بين ذلك لا يسمن ولا يغنى من جوع...
شراب أهل النار
(
ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيفه) الصديد قيح ودم يسيل من جراح أهل النار قال الله تعالى( وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم ) ( وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه ) .......
ملابس أهل النار
يقول الله تعالى ( هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم )( وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الاصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ) اى مقرون بعضهم ببعض او شيطان الانس مع قرين شيطان الجن والاصفاد هى القيود والسلاسل والسرابيل هى القمصان وللقطران ثلاثة صفات يساعد على شدة اشتعال النار وذو لون قبيح ورائحة كريهة.........


أسرة أهل النار
يقول الله تعالى ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ) ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش...........)
بشاعة من الكافر فى النار


( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) ( تشويه النار وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتتقلص شفته السفلى حتى تضرب صرته ) حدثتنى عائشة انها سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى ( والارض جميعا قبضته يوم القيامة )قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال ( على جسر جهنم ) ...........
بعض ألوان العذاب
(
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ) ( ان الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى ينفذ الى جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان ).........


بعض معالم جهنم
ثبت فى صحيح مسلم عن ابن مسعود مرفوعا يجاء بجهنم يوم القيامة تقاد سبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها ...


] نفكر الان فى بكاء اهل النار وشهيقهم ودعائهم بالويل والثبور فان ذلك يسلط عليهم فى اول القائهم فى النار وما دام يؤذن لهم فى ذلك فلهم فيه مستروح ولكنهم يمنعون ايضا من ذلك ...
روى البخارى من حديث ابن عمر رضى الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال (يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود بلا موت )
فهذه اصناف عذاب جهنم على الجملة وتفصيل غمومها وأحزانها ومحنها وحسرتها لا نهاية له فأعظم الامور عليهم مع ما لا يلاقونه من شدة العذاب حسرة فوت نعيم الجنة وفوت لقاء الله تعالى وفوت رضاه مع علمهم بأنهم باعوا كل شىء بثمن بخس اذا لم يبيعوا ذلك الا بشهوات ****ة فى الدنيا أياما قصيرة وكانت غير صافية كانت مكدرة منغصة بعصيان ربنا وكيف لم نكلف أنفسنا الصبر أياما قلائل ولو صبرنا لكانت انقطعت عنا أيامه وبقينا الان فى جوار رب العالمين متنعمين بالرضا والرضوان فيا لحسرة هؤلاء وقد فاتهم ما فاتهم ولم يبق معهم شىء من نعيم الدنيا ولذاتها فانظر يا مسكين فى هذه الاهوال واعلم ان الله تعالى خلق النار بأهوالها وخلق لها أهلا لا يريدون ولا ينقصون ...