..((*الحب فى الله*))..
****
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال. قال صلى الله عليه وسلم :
"ان لله تعالى جلساء يوم القيامه عن يمين العرش ـ وكلتا يدى الله يمين ـ على منابر من نور وجوههم من نور
ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين . قيل من هم ؟
قال : هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى ... المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى ."
رواه الطبرانى بدون "قيل من هم"
ذكره السيوطى فى : جامع الاحاديث (7734 ) 3/33
** الحديث يتكلم عن مقام لا يدانيه مقام .. وهو اعلى مقام يوم القيامه وقد اكد الرسول صلى الله عليه وسلم على
حصول هذا المقام للمتحابين بجلال الله تبارك وتعالى بذكرهم فى الحديث مرتين ..
فأى جاه هذا وأى شرف هذا : ان يجلس الانسان عن يمين ملك الملوك فى يوم خوف وفزع .. يوم فضيحه وخزى
وعار.. ليس فى يوم احتفال او يوم فرح , وانما فى يوم الناجى فيه ناج الى الأبد والهالك فيه هالك الى الابد ..
وأول جمله فى الحديث يهتز لها القلب ويحتار فيها العقل .. فذلك يوم توضع فيه الانساب ولا يسأل حميم حميما ..
ولكل امرىء شأن يغنيه .. وهؤلاء الجلساء عن يمين العرش "واليمين من اليمن والبركه"
والله تبارك وتعالى منزه عن الاختصاص بالجهات ولذلك قيل "وكلتا يدى الله يمين"
فكأن الجلساء فى مكانه واحده ودرجه واحده من علو المنزله .. وهم"على منابر من نور" أى مكان عال مرتفع
يراهم اهل الموقف جميعا وجوههم مضيئه بنور لا يدانيه نور ولا يمكن ان يوصف وأول ما يطرأ على الذهن ان
هذه المكانه الرفيعه لابد ان تكون للانبياء والصديقين والشهداء .. ولكن النبى صلى الله عليه وسلم ينفى هذا مما دفع
الصحابه للسؤال عن هؤلاء الذين نالوا هذه المكانه والحظوة والمكانه الى تفوق الخيال
فأذا به صلى الله عليه وسلم يخبرهم بأنهم " المتحابون بجلال الله.." ويكررها مرتين للتأكيد وقد يتسائل الانسان عن
حساب هؤلاء : كيف يكون؟؟؟؟ وعن هذه المكانه : لأى مدى تطول ؟؟؟؟
فيجيب النبى صلى الله عليه وسلم عن هذه التساؤلات بقوله فى حديث أخر :
"ان لله عبادا يجلسهم يوم القيامه على منابر من نور يغشى وجوههم النور حتى يفرغ من حساب الخلائق"
رواه الطبرانى بأسناد جيد
ومعنى ذلك ان الجالسين على منابر النور امنون من الحساب فى يوم طوله خمسون الف سنه الناس كلهم فى وجل
وفزع يغمرهم العرق فمنهم غارق الى كعبيه , وغارق الى ركبتيه , وغارق الى كتفيه..وهكذا
كل ذلك وهؤلاء فى مقام الأمن مستظلون بظل العرش حيث لا ظل فى ذلك اليوم الا ظل العرش وحيث تقترب
الشمس من الرءوس ويتمنى الخلائق لو ينصرفون من هذا الموقف ولو الى النار.
وفى روايه اخرى عن ابى هريره رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :
"ان من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامه بمكانهم من الله .
قالو : فخبرنا من هم؟!!! قال :هم قوم تحابوا بنور الله غير ارحام ولا انساب وجوههم نور على منابر من نور
لا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس ثم يقرأ قول الله تعالى :
" ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "